{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب} بقولهم {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مّنَ السماء} [الأنفال: 32] الآية. {وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُّسَمًّى} وهو يوم القيامة أو يوم بدر أو وقت فنائهم بآجالهم، والمعنى ولولا أجل قد سماه الله وبينه في اللوح لعذبهم والحكمة تقتضي تأخيره إلى ذلك الأجل المسمى {لَّجَاءهُمُ العذاب} عاجلاً {وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ} العذاب عاجلاً أو ليأتينهم العذاب في الأجل المسمى {بَغْتَةً} فجأة {وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ} بوقت مجيئه.{يَسْتَعْجِلُونَكَ بالعذاب وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بالكافرين} أي ستحيط بهم {يَوْمَ يغشاهم العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} لقوله تعالى: {مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: 16] ولا وقف على {بالكافرين} لأن {يوم} ظرف إحاطة النار بهم {وَيَقُولُ} بالياء: كوفي ونافع، وقوله {ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} أي جزاء أعمالكم {ياعبادى} وبسكون الياء: بصري وكوفي غير عاصم {الذين ءامَنُواْ إِنَّ أَرْضِى وَاسِعَةٌ} وبفتح الياء: شامي يعني أن المؤمن إذا لم يتسهل له العبادة في بلد هو فيه ولم يتمش له أمر دينه فليهاجر عنه إلى بلد يقدر أنه فيه أسلم قلباً وأصبح ديناً وأكثر عبادة، والبقاع تتفاوت في ذلك تفاوتاً كثيراً. وقالوا: لم نجد أعون على قهر النفس وأجمع للقلب وأحث على القناعة وأطرد للشيطان وأبعد من الفتن وأربط للأمر الديني من مكة حرسها الله تعالى. وعن سهل: إذا ظهرت المعاصي والبدع في أرض فاخرجوا منها إلى أرض المطيعين. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبراً من الأرض استوجب الجنة» {فَإِيَّاىَ فاعبدون} وبالياء: يعقوب. وتقديره فإياي اعبدوا فاعبدوني. وجيء بالفاء في {فاعبدون} لأنه جواب شرط محذوف لأن المعنى إن أرضي واسعة فإن لم تخلصوا العبادة لي في أرض فأخلصوها في غيرها، ثم حذف الشرط وعوض عن حذفه تقديم المفعول مع إفادة تقديمه معنى الاختصاص والإخلاص، ثم شجع المهاجر بقوله: